قال موقع "فورين بوليسي جورنال" الأمريكي إن سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي يمكن أن يكون حلاً لأزمة ليبيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمتلك فرصة فريدة لإنهاء الفوضى في ليبيا بدعم "القذافي الإبن" ليكون رئيسًا للدولة.
ولفت الموقع إلى أن ليبيا أصبحت دولة فاشلة بسبب سياسات واشنطن ودعم إدارة أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون للمجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة عام 2011 من أجل إزالة القذافي من السلطة.
لكن تلك السياسة أدت إلى أثار عسكية تبينت لاحقًا وكانت أبرز نتائجها تنامي نفوذ داعش في ليبيا بصورة كبيرة، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن وجودها في ليبيا يؤدي إلى زعزعة استقرار أوروبا أيضًا.
وأوضح الموقع أنه لو دعم ترامب تعيين سيف الإسلام رئيسًا لليبيا فإنه سيكون الحل الوحيد لإعادة توحيد القبائل الليبيبة وإنهاء كابوس القبلية في ليبيا إضافة إلى محاربة داعش وحل أزمة المتشددين والمهاجرين.
ورغم خروج ملايين في يوليو عام 2011 لتأييد القذافي ومطالبة حلف "الناتو" بالتوقف عن تدمير البلاد، إلا أن تلك المظاهرات لم يتم الإشارة إليها في وسائل الإعلام الكبرى، يقول الموقع.
وأضاف منذ عام 2003 كان لسيف الإسلام دور بارز في العديد من القضايا التي تخص علاقة ليبيا بالغرب حيث ساهم في حل أزمة لوكيربي وتعويض الضحايا وقاد فكرًا ليبراليًا داخل ليبيا وساهم في خصخصة القطاع الخاص ووضع نهاية لأزمة البرنامج النووي الليبي، مشيرًا إلى أن ليبيا في تلك الفترة كانت تشهد مستويات عالية من الرفاهية والإزدهار بما وفرته لمواطنيها من مستويات عيش عالية وتعليم مجاني.
وذكر الموقع أن سيف الإسلام هو من قام بتحرير الرهائن البلغاريين في بنغازي وقاد أكبر مشروعات الإسكان فيها وكان له علاقات واسعة في برنامج والده لمساعدة الدول الإفريقية الفقيرة.
وساهم سيف الإسلام في الدعوة إلى حرية ومنذ توليه رئاسة مشروع المصالحة عام 2006 قاد جهود التقارب بين الحكومة والمعارضة وأطلق السجناء السياسيين الذين كان أبرزهم عبد الكريم بالحاج وخالد شرف، وفقًا للموقع الذي أوضح أن غالبية هؤلاء هم الذين يسيطرون على طرابلس في الوقت الحالي.
ولفت الموقع إلى أنه قبل الثورة الليبية في 2011 كانت الحكومة الليبية تنسق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في إطار متقارب إضافة إلى تعاونها مع الاستخبارات الغربية للقضاء على الإرهابيين السنة في المنطقة، مشيرًا إلى أن القذافي كان من أعداء تنظيم القاعدة الذي حاول قتله عدة مرات.
وفي 2011 قادت وسائل الإعلام الأمريكية حملت كبير ضد الحكومة الليبية ثبت لاحقًا أنها كانت تعتمد على مصادر معلومات خاطئة بعدما قادت إلى دعم الناتو للمسلحين بهدف إسقاط القذافي، وكانت تقاريرها الإعلامية تزعم أن القذافي ينفذ مذابح ضد شعبه ويقوم بقصفهم.
ولفت الموقع إلى أنه رغم تأكيدات رسمية بعدم قياد القذافي بقصف لأي مناطق في ليبيا ضد شعبه إلا أن التقارير الإعلامية كانت مصرة على تأكيد ذلك لإشعال الحرب، وفقًا للموقع الذي أوضح أن إصرار وسائل الإعلام على التعامل بهذه الصورة مع الأزمة يمكن أن يتم تفسيره بأنه 90 % من الإعلام الأمريكي تملكه 6 مؤسسات تؤهل ملكيتها لـ62 شخصا فقط.